كيف نزيد ثقافة القراءة في الطلاب؟
القراءة عمل ثقافي عظيم ، الأمم و الشعوب تبذل أنفس الأموال و الساعات في تعليم هذا العمل الشريف أبناءَها و أجيالها ، و في توعيتها بأهميته ؛ لأن القراءة تبدد الظلمات و تقضي على الجهل و تنمي النور و تفشي العلمَ ... القراءة هي التي تحل الكثير من مشكلات الحياة و تخلق مجمتمعا بشريا نموذجيا .
القراءة هي إطلالة على خير العقول البشرية التي أغنت الفكر الإنساني و أثرت الثقافة البشرية بإنتاجاتها الفكرية ، القراءة هي العادة الطيبة التي تستحق أن يفتخر بها صاحبها... فالقراءة من القيم العليا التي تحافظ عليها المجتمعات البشرية الراقية بتشجيع القارئين و تقدير مجهوداتهم و مساعدتهم بختلف الطرق .
مستوى القراءة عندنا نحن المسلمين متدن جدا في العصور الراهنة ، بينما الغرب مغرم بالقراءة إغراما لا يكاد يوجد له نظير في تأريخ الثقافات البشرية عدا التأريخ الإسلامي الحافل بأروع حكايات عشاق الكتب و القراءة !! ففي الغرب اهتمام خاص بتشجيع الناشئة و ترغيب الأطفال في اقتناء الكتب و المجلات العلمية و قراءتها !!
نحن — المعلمين و المسؤولين — في المدارس العربية في أمس حاجة إلى تكوين بيئة تعين الطلاب على التثقف بثقافة القراءة ؛ فإنها وسيلة إلى النضج الفكري و العقلي و بناء الشخصية القويمة بأبعادها المتنوعة . إن هذه البيئة تمد الطلاب بأنواع من الثقافة الشاملة ، الأمر الذي يجعلهم يصمدون في وجه التيارات الإلحادية و يواجهون التحديات الثقافية بأسلوب علمي رصين !!
و إن هذه البيئة تفتح لهم آفاقا جديدة من العلم و الفكر و الثقافة و تكسبهم المعلومات النافعة التي تزين شخصياتهم و التي يتطلعون إليها بسبب المحيط الثقافي العالمي و هم لا يجدونها في المقررات الدراسية !!
فقراءة الكتب و المجلات العلمية و الأدبية و الثقافية لها مكانة عظيمة في المجتمعات العالمية و نحن المسلمين — قد تعرضنا للتخلف الخطير في هذا المجال أيضا ؛ فإننا نادرا ما نجد الرجل في منزله أو في حديقة منزله يتأبط كتابا علميا أو أدبيا ... بينما الرجل في الغرب لا يفارق الكتاب يده إلا في نادر الأحيان !!