الطلاب والجوال..!
هناك أمور كثيرة ؛ تهدم شخصيات الطلاب ، و تفتك بمواهبهم ، و تدمر قدراتهم ، و تبعدهم عن الدراسة و التعلم النشط.. منها الجوالات و تطبيقاتها التي لا تقبل العد و الإحصاء ، و ألعابُها التي تقتل الأوقات التي تُعد أثمنَ من الذهب و الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) و مواقعها الاجتماعية التي تفعل فعل السحر في عقول الناشئة و تأكل الأوقات كما تأكل النارُ الحطب و منها التلفاز و برامجه و مسلسلاته التي تنفث السموم في الأذهان و العقول باسم الثقافة و الفنون الجميلة !!
إنها تهدم الشخصيةَ و تقتل المواهب و القدرات و تفوت فرصة بناء الشخصية و تطوير الذات... و تبعد الطلاب عن الدراسة الواعية و القراءة النشيطة و البحث في المسائل العلمية و التحقيق العلمي الذي يعد من أكبر ميزات الطلاب !!
لا أقول : إن هذه الجهازات الإلكترونية و التي يدعوها الناس ذكيةً ليست إلا هدما و تدميرا للمواهب و الشخصيات ؛ و إنما أقول : إثمها أكبر من نفعها ؛ لأنها تجذب النشء الجديد إلى الخلاعة و المجون و الإباحية و الفجور .... و هي أمور تنجذب إليها الناشئة انجذاب المغناطيس إلى الحديد !!
و لذا وضعت الجامعات و المدارس المعاصرة برامج خاصة لتوعية الطلاب بمضار هذه الجهازات ، و لتعليمهم كيفيةَ استخدامها استغلالها فيما يعود عليهم و على حياتهم العلمية بفائدة ليحققوا أحلامهم و يبلغوا أهدفهم السامية في الحياة !!
فهل يمكن أن نضع — نحن المعلمين و المسؤولين في المدارس الإسلامية العربية — مثل هذه البرامج لنقيَ الطلابَ الناشئينَ أضرار هذه الجهازات التي أصبحت جزءا من حياتهم بل أصبحتِ الحياةَ كلها عندهم ؟
نحن — فيما أظن — بحاجة ملحة إلى وضع مثل هذه البرامج و المقررات الدراسية التي تعين الطلاب على مواجهة هذه التحديات التي لم يسبق لها نظير ؛ لا في قريب الماضي و لا في بعيده !!