أَلَمٌ طَيَّرَ نومي تماما.

      دقت الساعة الحادية عشرة ليلا، والأمور كانت على ما يرام، ففرشت فراشي ونفضته ثم كلفت طالبا يطفئ مصابيح القاعة حتى يصير الجو جو نوم، فأطفأ المصابيح كلها وأصبحت القاعة مظلمة، فاستلقيت على الفراش، فنمت، وعلى تمام الساعة الثالثة بعد منتصف اليل فجأة بدأ الألم الشديد في حلقي، حتى طير نومي، فقمت من السرير ودخلت الغرفة وفتحت الدولاب وأخرجت الدواء وتناولته ثم عدت إلى السرير ولكن هذه المرة النوم ما كان يطاوعني، فظننت أن هذا الأمر عادي، ولكن بعد قليل لما لمست جسدي فشعرت أني مصاب بالحمى، وعندي صداع، فهذه المشكلة الجديدة بدأت عندي.

      المهم قضيت ليلا متقلبا على الفراش حتى رفع الأذان، ثم قمت وتوضأت وصليت صلاة الفجر، ثم عدت إلى النوم مرة أخرى، ففي الساعة السابعة قمت وجهزت نفسي ودخلت القاعة حتى أدقق كراسات الطلاب، فشرعت التدقيق ولكن بعض مضي نصف ساعة بدأ الصداع يزداد شيئا فشيئا، فخرجت وجئت من جديد إلى السرير ورميت نفسي على السرير، ثم تناولت الدواء من جديد، ونمت ولكن النوم لم يكن يطاوعني، فهكذا قضيت طوال اليوم.

      وبعد صلاة العصر اتصلت بأحد الإخوة وقلت له: أريد تسميع سورة النحل، فماذا رأيك؟ فقال لي: نعم، تفضل أسمعني، فأسمعته، وبعد صلاة المغرب اتصل بي ابن أختي ليسمعني درس اليوم، فقلت له: اليوم عندك إجازة غدا أسمع درسك، وأخبرته بأني مريض. فهو أخبر أمه ثم اتصلت بي أمه أقصد أختي الكبرى، وتفقدت أحوالي فأخبرتها أني مصاب بالحمى منذ البارحة، وتحدثت معها قليلا، وقطعت الاتصال وعدت إلى أعمالي. فبعد قليل جاء الاتصال، فلما أخذت جوالي ورأيت شاشته فاسم أخي يظهر عليها، فرددت عليه وسلمت عليه، فقال لي: أمنا تريد التحدث معك. فقلت له: طيب، حول الجوال إليها لأكلمها، فلما سلمت علي، وسألتني عن أحوالي فقلت لها: أنا بخير. فقالت لي مباشرة: هل أنت مصاب بالحمى؟ فقلت لها: نعم، ولكن من أخبرك؟ فقالت لي: أختك الكبرى هي التي أخبرتني. فقلت لها: طيب، ثم بينت أماما مرضي مفصلا، وقلت لها أيضا: بأن صحتي الآن جيدة, أتناول الأدوية، فدعت لي، وأسأل الله  أن يستجيب دعائها في حقي، وأن يمد ظلها  وظل أبي علي وعلى الأسرة بأكملها.

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 507
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن

اكتب معنا


يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

أرسل من هنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025