هيأ نتعرف على أخطر مرض قد انتشر بين أوساط الناس في زمننا نحن!
لقد عم هذا المرض بين أوساط الناس حيث كل واحد حينما يشتري جوالا ذكيا وينزل خدمة للشبكة فيه فأول عمل يقوم به هو إنشاء مجموعة على التواصل الاجتماعي أعني واتساب، ثم يضم فيه جميع معارفه ويدخل فيها جميع الأرقام الموجودة في جواله، ولا يتفكر هل هؤلاء راضون عن الانضمام إلى تلك المجموعة أم لا؟
والذي أقصد القول: هو إنشاء المجموعة لا بأس به، والبأس حين يضم إلى المجموعة من هو ليس راضيا عن الانضمام، أو الانضمام يكون دون إخباره، وذلك لأن رغباتهم عن الانضمام لا تدرى، فلذا إن أنشأنا مجموعة فلا نضم إليها جميع معارفنا دون استفسارهم، لأن فيه إيذاءهم وهذا حرام...
ولا يخفى على أحد أن إنشاء المجموعة ليس أمرا صعبا، بل إدارة المجموعة بشروطها وتعليماتها هي صعبة بل أقول: أصعب، لأن المشاركين طبائعهم مختلفة، فهنالك من يرسل صورة لا يرضى عنها غيره، وهناك تجد تسجيلا مرئيا لا ينبغي نشره في مثل تلك المجموعة حسبت شروطها وتعليماتها، والمسئول لا يقوى على أي شيء دون إرشاد وتعليمات، ثم قد يكون المسئول مشغولا فلا وقت لديه للاطلاع على ما يدور في المجموعة، فمن هنا تبدأ المشاكل الخفيفة.
ثم الذي ضممته إلى مجموعتك دون أن تعرف مدى رغبته في مثل هذا الانضمام فإن خرج من المجموعة فتجد في نفسك عليه شيئا، وذلك لأنه قد يكون قريبا منك وعزيزا على قلبك، فإن لم يخرج استحياء منك، فيكون منزعجا دون أي سبب...
والكلام لم ينته بعد، فأحد إخوتنا وزملائنا قد أصيب بهذا المرض، فأنشأ مجموعة أطلق عليها اسما جميل، وضم الإخوة جميعا وضمني أنا أيضا دون أن يعرف رغبتي في الانضمام فيها... فأصحبت أنا أيضا أحد مشاركي تلك المجموعة، فتنفس الصعداء طويلا في البداية ثم صبرت نفسي على البقاء فيها... إلى يومنا هذا...
لكن حيرني ما لا حظته مما دار على شاشة المجموعة اليوم، فهو دليل واضح على أن المجموعة قد خرجت عن سيطرة منشئيها، فإنه قد أخبر في بداية إنشاء المجموعة المشاركين تعليماتها وشروطها، لكن أنت أدرى مني بكثير فإن في هذا الزمن من يبالي بتلك الشروط والتعليمات، فنتيجة أجد في بعض من الأحيان مشاركي تلك المجموعة متحمصين ومناقشين في موضوع لا يجديهم شيئا، فمثل هذا حدث اليوم...
كتبت مقالة قصيرة حول المأدبة التي أقام بها أحد زملائي، وأرسلتها إلى تلك المجموعات ولم يكن قصدي إخبارهم بأن ذاك الأخ أقام المأدبة لي، بل كان قصدي تحريضهم على الكتابة، ولكن حدثت مفاجعة كبيرة! لم أكن أتوقعها وهي:
بدأ النقاش الساخن بين الإخوة وبدأ البحث عن الذي أقام المأدبة واستدعاني ولم يستدعهم، فالبداية كانت من الذي كتب رسالة وأرسلها إلى المجموعة، وألا وهي "لكن عفوا كان عليه أن يخبر الآخرين وكذلك من زملائه".
فجاء التعليق من الثاني قائلا: "صدقت يا مشرفنا الغالي ويا حبذا لو قمت بهذه المأدبة وأنت بدأت وطلبت الجميع" ثم بدأت الرسائل واحدة تلوى الأخرى، فعلق عليها الثالث قائلا: "أصلا ما كنت أعرف من قام بالمأدبة ومن دعي غير الشيخ.... أما الآن فأشرفت على الوصول إلى حقيقتها... وسأصل قريبا بإذن الله". ثم الرسالة الرابعة جاءت كالتعليق على إجابته "عفوا لم تصل بعد، حاول لاحقا".
فاستيقظ الآخرون، فبدأوا تعليقات وتعليقات ثم تعليقات... وبدأت السلسلة غير متناهية حيث أن أحدهم لقب أحدا بالبخل قائلا: "سمو مشرفنا البخيل، بدل أن تقوم أنت بالمأدبة التي هي من واجبك لا تستطيع أن تتخلى عنه، قام بها غيرك مع الأسف..... أسمعت لو ناديت حيا يا.... ولكن لا حياة لم تنادي".
وبما أن أحدهم كان ينتظر وصول رسالة حتى يعلق عليها، فلما وصلت الرسالة هذه فعلق عليها مباشرة قائلا: ارم يا مسئول، أيدك الله بروح القدس".
فأخيرا اضطررت إلى مقاطعة هذه السلسلة قبل أن تصل إلى نتيجة تحدث مشاكل جديدة وعديدة من جديد، ثم نضطر إلى أن نقتل يوما كاملا على حل مثل تلك المشاكل، فتدخلت قائلا: إنني لم أكن ضيفا ولم تكن تلك المأدبة خصيصا لي، بل كنت طفيليا والمأدبة للآخرين، فاقتنع الجميع وانتهت هذه السلسلة المباركة إلى هنا بخير وعافية.