الدكتور السيد شير علي شاه وخدماته العلمية
“Dr. Sayyed Sher Ali Shah and his literary works”
د.احمد سعيد جان[*]
Abstract:
There is no doubt that the history of Islamic Republic of Pakistan is rich from prominent personalities. One of them is Dr, Syyed Sher Ali Shah al-madani. He was a well know schoral of Islam. He was firs Ph.D schorlar of ...
الدكتور السيد شير على شاه المدني حياته وخدماته العلمية
“Dr. Sayyed Sher Ali Shah and his literary works”
د.احمد سعيد جان[*]
Abstract:
There is no doubt that the history of Islamic Republic of Pakistan is rich from prominent personalities. One of them is Dr, Syyed Sher Ali Shah al-madani. He was a well know schoral of Islam. He was firs Ph.D schorlar of Pakistan, and has got Gold Medal at Ph.D level from Jamia Islamia Al-Madina Al-Monavar KSA. He is a talented writer, and has left great heritage of Islamic literature for us. He was a great mujahid of Islam and his work will be remembered for Muslim world. The researcher in this article highlights the different aspect of his life and his literary services for Muslim ummah.
الحمد لله رب العلمين والصلوة على نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأهل بيته أجمعين، أما بعد: فإن من علامات سعادة المرء أن يوفقه الله تعالى للتفقه في الدين، وأن يجعله من حملة القرآن الكريم، والذين قد أنعم الله بسعادة خدمة القرآن الكريم تفسيرا وتوضيحا، ومن هؤلاء الأعلام في مناطق إقليم بختونخوا المجاهد الكبير العلامة الشيخ الدكتور السيد شير على شاه المدني –رحمه الله تعالى رحمة واسعة – الذي له خدمات جليلة في التفسير والحديث والفقه والأدب العربي، وجهود مشكورة في مجالات مختلفة داخل الوطن وخارجه وفي هذه المقالة قمنا بترجمة هذه الشخصية العبقرية وخدماته العلمية والأدبية.
اسمه:
اسمه الكامل أبو أمجد السيد شير علي شاه بن سيد قدرت شاه المعروف بغازي ملا المدني الحقاني اكوروي.
نسبته:
نجد في نسبته (1)المدني (2) الحقاني(3)اكوروي
(1) أما الأول وهو المدني فلأنه درس ودرّس في مدينة الرسول –صلى الله عليه وسلم- بجامعة الإسلامية المدينة المنوره والمسجد النبوي.
(2) وأما الثاني وهو الحقاني فنسبته إلى الجامعة التي درس فيها الفنون المروجة وكتب الحديث ألا وهي الجامعة الحقانية بأكوره ختك نوشهره، باكستان وتخرج منها وهذه وطيرة ووعد كل من يتخرج من هذه الجامعة فهو يزيد مع اسمه هذا اللفظ(الحقاني).
(3) أما الثالث وهو أكوروي فإنه بنسبة إلى بلده الذي ولد، نشأ وترعرع فيه.
كنيته:
وهي "أبو أمجد" تكنيته بإسم ولده الأكبر السيد أمجد علي شاه المدني الخطيب بمدينة الرسول – صلى الله عليه وسلم- حالا ومدرسا هناك.
مولده ومسقط رأسه:
انتقل آباء الشيخ من بخارا إلى باجور ثم من هناك إلى أكوره ختك، وكان جده في معسكر الشاه اسماعيل الشهيد –رحمه الله-[1]. ولد العلامة بأكوره ختك البلد الشهير قريب نوشهره إقليم بختونخوا باكستان، وذلك يوم الأربعاء إحدى عشر من شعبان سنة 1349 الهجري الموافق 31 ديسمبر سنة 1920 الميلادي وكان مولده قبل استقلال باكستان في عهد انجليز.
نشأته:
نشأ الشيخ المكرم في بيت متدين، وكان والده من علماء الكبار في وقته قرأ القرآن الكريم، والكتب الإبتدائية في اللغة العربية والفارسية والبشتوية مع أبيه وأساتذة قراه.
أسرته:
تبدو سعادة المرء من أسرته ويقال هو شريف النسب لأجل أسرته وهكذا كان حال شيخنا أنه ولد في أسرة علمية من الأشراف والسادات وهم من أحفاد رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
سألت مرة عن شيخي لماذا تكتبون مع اسمكم " السيد" هل أنتم السادات؟ فأجابني: "سألني مرالشيخ أحمد اللاهوري نفس السؤال فأجبت بأن أباءنا قالوا لنا: "نحن من السادات"، لذلك نكتب مع أسمائنا "السيد". فقال اللاهوري –رحمه الله – " نثق على أباءنا ونظن بهم خيرا".
دراسته:
بدأ الشيخ التعلم من البيت فقرأ القرآن، والكتب الابتدائية في الغة العربية والفارسية مع أبيه وبعد ذلك خرج لطلب العلم.
قال فى سيرته الذاتية: "بعد أن قرأت القرآن والكتب الابتدائية في البيت، بعد ذلك أرسلني أبي إلى مدرسة أنجمن تعليم القرآن باكورة ختك أسسه الشيخ العلامة عبد الحق –رحمه الله- [2]وهنالك درست الكتب الابتدائية في النحو والصرف. وبعد ذلك التحقت بالجامعة الإسلامية بأكورة ختك أسسه الشيخ كرم شاه المعروف بالسيد بادشاه كل"
هنالك أخذ العلوم العربية من النحو والصرف والأدب من شيوخ بلده منهم الشيخ قاضى حبيب الله والشيخ بادشاه كل.
حصوله الفنون المتداولة في بلده:
وقت تقسيم الهند واستقلال باكستان وذلك عام1366هـ الموافق 1947م كان المسلمون ينتقلون من الهند (بهارت) إلى المملكة الإسلامية باكستان وكان الشيخ عبد الحق – رحمه الله –، أنذاك محدثا بالجامعة الإسلامية الشهير بدارالعلوم ديوبند هند، ولكنه لم يتمكن بالذهاب إلى ديوبند بعد مجيئه إلى بلده، فلذلك تنقل إلى مسقط رأسه أكورة ختك وهنا أسس جامعة أي الجامعة الحقانية العالمية عام 1947م، فالتحق الشيخ بهذه الجامعة ودرس الفنون المتدوالة من علوم القرآن والسنة والعلوم العربية والمنطق والفلسفة وما إلى ذلك.
قال في سيرته الذاتية حول دراسته: "درست الكافية وتحرير سنبت مع الشيخ عبد الحق- رحمه الله – وكتبا أخرى مع شيوخ آخر، وعندما انتهيت من كتب الفنون سجلت إسمي في دورة الحديث بالجامعة الحقانية فدرست الصحيح للإمام البخاري، وسنن الترمذي، وسنن أبي داوود، مع الشيخ عبد الحق -رحمه الله-، وكتب الحديث الأخرى مثل الصحيح لمسلم – رحمه الله – مع الشيخ عبد الغفور سواتي –رحمه الله[3] – واستفدت كثيرا من أمثالهم من جبال العلم حتى تخرجت عام1373هـ ـ1954 الموافق[4]".
وكان من الفضلاء الأوائل الذين تخرجوا من الجامعة الحقانية.
رحلاته العلمية:
تنقل الشيخ فى بلاد داخل وطنه وخارجه يلتقي العلم والأدب، وصرف من عمره حوالي خمسة وعشرين سنة في حصول العلم، حتى أصبح متفننا فى علوم شتّى لا سيما في التفسير والحديث وحتى أعتبر شخصيته عبقرية في علوم شتى وكان مصدرا ومرجعا للناس وخاصة للعلماء. أما رحلاته العلمية فنذكره موجزا كما يلي:
رحلته إلى جامعة أشرفية لاهور:
بعد أن تخرج الشيخ من الجامعة الحقانية رحل إلى الجامعة الأشرفية الواقعة في قطب البلاد لاهور، ليلتقط الدرر من شيوخه لأن الجامعة الأشرفيه منبع العلوم ومرجع الطلاب أنذاك ولا تزال، فقرأ بعض كتب الحديث مرة أخرى. قرأ من صحيح البخاري كتاب الإيمان وكتاب العلم مع معالي الشيخ المحدث والمفسر محمد ادريس الكاندهلوي -رحمه الله-[5]، وقرأ بعض من سنن أبي داوود مع زبدة العارفين المفتي محمد حسن –رحمه الله – مؤسس الجامعة الأشرفية. كان الشيخ طالبا ذكيا فكان يقرأ العبارة أمام شيوخه أثناء دراسته في هذه الجامعة[6].
رحتله مرة ثانية إلى لاهور لدورة تفسير القرآن الكريم:
قال في ترجمة نفسه: "كنت مدرسا في الجامعة الحقانية، وفي العطلة أرسلني الأستاذ الشيخ عبد الحق- رحمه الله – مع ابنه البار الشيخ سميع الحق –حفظه الله– إلى أستاذ المفسرين أحمد على اللاهوري –رحمه الله – [7]عام 1378ه الموافق 1959م لدورة تفسير القرآن الكريم. وأوصاني الشيخ عندما كان يرسلني إلى لاهور أن التقط من فوائد الشيخ المفسر أثناء الدرس فكنت أكتب درس التفسير يوميا.
وقد قام الشيخ بطباعة تلك الإفادات بشكل الكتاب باسم:"زبدة القرآن" وحصة من الأمالي ما سمعه وكتبه من الشيخ اللاهوري"[8].
رحلته لدورة تفسير القرآن الكريم مرة ثانية:
رحل الشيخ مرة ثانية لدورة تفسيرالقرآن الكريم عام 1382هـ الموافق 1962م. وحضر مجلس إمام الأولياء وشيخ المفسرين والمحدثين حافظ الحديث عبد الله الدرخواستي –رحمه الله-[9] وكان الشيخ حافظ لحديث رسول الله–صلى الله عليه وسلم- فكان يكثر من التفسير تفسير القرآن بالقرآن وباالأحاديث النبوية على صاحبه ألف ألف تحية وسلام، وكان بفضل الله تعالى يستنبط المسائل من الآيات البينات.
رحلته لدورة التفسير مرة ثالثة:
أخذ الشيخ التفسير أيضا من المفسر الجليل الشيخ غلام الله خان[10] في راولبندي وكان شيخا بارعا وعالما ذكيا.
رحلته إلى الحجاز المقدس والتحاقه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة:
اتجه الشيخ إلى الحجاز المقدس بعد أن أخذ العلم من علماء بلده لإكمال زاده العلمي في رحابه الإسلامي الطاهر فتواتر في الدروس من الليسانس (الدرجة العالية) إلى الدكتوراه ومكث مدة كثيرة في هذه البقعة المباركة.
الليسانس(B.A Hons):
التحق الشيخ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في الليسانس واستفاد من شيوحها العباقرة وحصل على شهادة الليسانس.
وقصة التحاقه بالجامعة كما يلي:
قال الشيخ في سيرته الذاتية: "بعد أن تخرجت من الجامعة الحقانية عيينت مدرسا في هذه الجامعة عام 1373هـ الموافق 1954م، وكنت أشتاق أن أسافر الحجاز المقدس وأسكن بجوار رسول الله- صلى الله عليه وسلم - واستفاد من علمائها. لاشتياقي سافرت قبل ذلك مرة بالحافلات إلى هذه البقعة المباركة، ولكنني لم أفز بالقيام هناك. ذكرت قصدي لإبن شيخي الشيخ سميع الحق – حفظه الله تعالى ورعاه-، وكان الشيخ سميع الحق وأنا أكتب أجوبة رسائل التي أرسلت إلى الشيخ عبد الحق –رحمه الله – فمرة كنت جالسا مع الشيخ حتى اطلعنى الشيخ سميع الحق بأن الجامعة الإسلامية المدينة المنورة طلب منا مدرسَين لتدريب المعلمين ففرحت بذلك جدا ، وقلت ياحبذا لو أرسل الجامعة اسمي في هذا الطلب، وكان ذلك عام1392هـ الموافق 1972م.
جئت يوما إلى مكتب المدير لكتبابة الأجوبة فوجدت أمين المكتب مولانا سلطان محمود –رحمه الله – الناظم العمومي لشؤون الجامعة الحقانية، جالسا مع شيخنا وكنت التمس طلب الجامعة الإسلامية فلم أجد تلك الطلب، فحسست بأن الشيخ لايريد أن يراها أحد، والشيخ سميع الحق أيضا أخبر الشيخ بقصدي، لأنه كان لايريد أن لايقع الخلل فى دروس الجامعة. وكنت لشدة اشتياقي لم أصبر على هذا الحال وأخيرا أخبرت الشيخ بأني أريد الالتحاق بالجامعة الإسلامية، وعرضت بأن أرسلوا اسمي واسم الشيخ أنوارالحق – حفظه الله- في طلب تلك الرسالة التي أرسلت إليكم. عندما سمع الشيخ هدا فغضب ولكنه لم يقل شيئا، ثم رضي بعد ذلك وقال لأمين المكتب: أرسل اسمهما ففرحت بذلك جدا. ثم بعد ذلك أرسل الرسالة إلى رئاسة الجامعة وهم قبلونا وأخبرونا بذلك. بعد أيام طلبونا إلى لاهور فذهبت وحدي، وأما الشيخ أنوارالحق فلم يذهب لأجل الاشتغال. وصلت إلى كراتشي ومن هناك إلى المدينة المنورة بالطائرة. ذهبت إلى الجامعة ولما رأووا الإسناد كتبوا عليه: "سنك تجاوز الحد المحدود للالتحاق"ز فاتصلت برئيس الجامعة معالى الشيخ عبد العزيز بن باز[11] وأخبرت بحالى فكتب على الطلب: "يسامح بأمثال هؤلاء" بعد ذلك سجلوا اسمي في كلية الشريعة. بهذا الطريق التحقت بالجامعة الإسلامية. درست لمدة أربع سنوات حتى حصلت على شهادة الليسانس"[12].
الماجستير:
نال الشيخ شهادة الماجستير أيضا من كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية المدينة المنورة، وقدم أطروحته لحصول شهادة ماجستير تحت عنوان: " تفسير سورة الكهف عرض وتفسير"[13]. وكان المناقش الخارجي للرسالة فضيلة الاستاد الدكتور محمد سيد عطية الطنطاوي-رحمه الله[14]- رئيس القسم التفسير بالدراسات العليا أنذاك وذلك عام1400هـ 1980م.
الدكتوراه:
هي شهادة جامعية تمنحها الجامعات المعترف بها وهي أعلى شهادات التخصص في مجال ما. تمنح الدكتوراه بعد تقديم أطروحة ومناقشها أمام لجنة من المتخصصين في نفس المجال وعادة ما تكون تلك المناقشة علنية[15].
التحق الشيخ في مرحلة الدكتوراه بعد أن حصل على شهادة الماجستير بالجامعة الإسلامية، ونال على درجة الدكتوراه بعد جهد كبير في مجال التفسير وعلومه وكان عنوان أطروحته: "مرويات الحسن البصري في تفسير القرآن" جمعا ودراسة وتحقيقا الجزء الثاني من سورة الإسراء إلى سورة الناس، تحت إشراف فضيلة الاستاذ الدكتور عبد العزيز بن محمد عثمان أستاذ بقسم التفسير بالدراسات العليا[16].
وقد نال زميله الدكتور عمر يوسف كمال بن عبد العزيز بن محمد عثمان (المؤذن بالمسجد النبوي حالا دكتوراه في التفسير، وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة) درجة الدكتوراه بجمع الجزء الأول من هذا الموضوع كما أشار إليه الشيخ في مقدمة بحثه حيث قال:
"وفقني الله تعالى لتقديم الجزء الثاني من مرويات الحسن البصري في تفسير القرآن" جمعا وتحقيقا ودراسا وقد نال فضل الاختيار لهذا الموضوع وشرف السبق إليه زميلى الدكتور عمر يوسف كمال بجمه الجزء الأول منه (من سورة الفاتحة إلى آخر سورة النحل) مع التحقيق والدراسة. وقد اخترت هذا الموضوع لنيل درجة الدكتوراه امتثالا لأمر فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سيد عطية الطنطاوي حيث أمرني بتسجيل هذا الموضوع، وذلك رغبة منه في تكميل هذا التفسير العظيم، فامتثلت أمره بدون أي تردد[17]".
ومن المعلوم أن الباحث عندما ينتهي من البحث ويقدم أطروحته للمناقشة بعد ذلك تعين الجامعة المناقش الخارجي للأطروحة والمناقش الخارجي هوالذي له التخصص والدكتورا في مجال الموضوع.
قال الشيخ في سيرته الذاتية: "عين الدكتور ربيع بن هادي المدخلي[18] رئيس قسم السنة بالدراسات العليا بجامعة الملك عبدالعزيز رياض المناقش الخارجي لأطروحتي ولكنه عندما رأى أطروحتي أنكر عن قبول التناقش فحزنت جدا لأنه كان لي علاقة وثيقة بهذا الشيخ. وعندما أنكر عن قبول المناقشة اتصلت هناك بأحد زملائي في المدينة المنورة حاجي انعام الله من شبقدر جارسده، وحكيت له ما حدث لي والتمست منه بالذهاب إلى مسجد الشيخ وذهبنا إلى مسجد الدكتور وتكلمنا معه حول القضية فقال لي:"في صالحك أن لا أناقش رسالتك". فقلت له: إذا أكتب إلى رئيس الجامعة "لست مستعدا أن أناقش رسالة الشيخ شير على شاه ومستعد لأي رسالة أخرى" فكتب ووصلت بتلك الرسالة إلى رئيس الجامعة. فاستشار شيخ الجامعة مع أعضاء اللجنة وبعد المشاورة عين حماد سلامى بحيري المصري كالمناقش الخارجي، ونوقشت رسالتي بعد سنة كاملة عام 1408، وبهذا الاعتبار كانت مناقشة الشيخ يعتبر صعبة ومشكلة، فكان المناقش يعترض على كل مقال ولكنني بفضل الله تعالى أجيب إلى أن فزت في الاختبار بتقدير الشرف الأول (Gold Medalist)[19]" والحمد لله.
خدماته العلمية:
كان الشيخ مصداق قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين[20]".
فلذلك اشتغل الشيخ تمام عمره في ترويج العلم وتدريسه، فقبل الذهاب إلى الحجاز المقدس عيين أستاذا بالجامعة الحقانية (من 1366ه الموافق 1946م ـ إلى 1384ه الموافق 1964م ) وكان يدّرس الفقه وأصوله والتفسير وأصوله.ثم لما ذهب إلى المدينة المنورة انقطع سلسلة التدريس، وبدأ يستفيد من مشائخه لإكمال زاده العلمي[21].
ولما أكمل الدكتوراه عام 1408ه الموافق 1988م عيين مترجما في محكمة العدل بأمر الشيخ أحمد الزهراني مدير شؤون الدعوة أنذاك. وقد قام أثناء قيامه في المدينة المنورة بتدريس تفسير القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف في المسجد النبوي الشريف بلغة الأردية بأمر فضيلة الشيخ عبد الله عبد الرحمن العقلا وكيل شؤون الحرمين الشريفين أنذاك (من 1408هـ الموافق 1988م إلى1410ه 1990م ). وساهم الشيخ أيضا في التوعية الإسلامية في مواسم الحج خمس سنوات بأمرمن الجهات المختصة[22].
قال في سيرته الذاتية: "عندما عيينت مترجما في محكمة العدل زاد راتب الشهري ايضا، ولكنني لم أرض بذلك وأشتاق أن اعود إلى بلدي وهنالك أخدم الدين والعلم، فعرضت ذلك أمام الشيخ الزهراني فقال: "سنرسلك الأستاد المبعوث إلى مدرسة من مدارس الدينية في باكستان" ففرحت وطلبت بأن أرسلوني إلى الجامعة الحقانية فلم يوافقوني وقالوا: "لانرسل مبعوثنا إلا بالطلب".
"ثم أرسلت الأستاد المبعوث إلى دارالعلوم كراتشي. أثناء قيامي في كراتشي وصل الخبر إلى الشيخ عبد الحق –رحمه الله – فحزن بذلك، ثم أخبرته بقوانين محكمة العدل فاطمئن ودعا فقال نسأل الله تعالى أن تصل إلى الجامعة الحقانية[23]".
ثم تحول من قبل الجامعة الإسلامية إلى الجامعة العربية أحسن العلوم كلشن اقبال كراتشي.
ثم بعث لتدريس الحديث إلى جامعة منبع العلوم ميران شاه وزيرستان وذلك بطلب الأستاذ جلال الدين الحقاني.
وأخيرا وصل إلى الجامعة الحقانية عام 1417هـ الموافق 1997م كالأستاذ المبعوث من قبل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجلس على مسند الحديث والتفسير إلى أن لقي الله تعالى رحمه الله تعالى[24].
تلامذته:
تلمذ عليه كثير من العلماء والمشائخ، وتخرج على يديه آلاف طلبة العلم من العالم.
وقد قام الشيخ بالموعظة الحسنة وكان له نشاط في الدعوة إلى الله عزوجل، وإحياء السنن النبوية وإماطة البدع والخرافات. وله جهود مشكورة في سبيل الجهاد أيضا فجزاه الله خيرالجزاء.
مؤلفاته وأثاره العلمية:
ترك الشيخ من خلفه آثار العلمية ومؤلفات، وتفصيل مؤلفاته كما يلي:
- تفسير سورة الكهف أطروحة لنيل شهادة الماجستير بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- مقدمة تفسير الحسن البصري وذكر فيه جوانب حياة الحسن البصري –رحمه الله- مجلد واجد.
- "مرويات الحسن البصري في تفسير القرآن" جمعا ودراسا وتحقيقا الجزء الثاني من سورة الإسراء إلى الآخر، اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ايضا بالجامعة الإسلامية.
- زبدة القرآن الكريم.
- أمالي الشيخ اللاهوري.
- مكانة اللحية في الاسلام.
- زاد المنتهى شرح سنن الترمذي.
- حول حركة طالبان.
- مجموعة الأشعار في مدح الشيخ غلام نصير الجلاسي[25].
ثناء العلماء عليه:
كان الشيخ محدثا كبيرا، وعالما ذكيا، ومحققا بارعا، ومؤلفا أنيقا ومجاهدا كبيرا لذلك ثنى عليه العلماء منهم شيوخه كمايلي:
قال فضيلة الشيخ الأستاذ المحدث سميع الحق –حفظه الله- مدير الجامعة الحقانية:
"محبي وخليلي ومخلصي الشيخ شير على شاه منحه الله ملكة التقرير والتحرير، خدم القرآن الكريم والأحاديث النبوية فجزاه خيرا[26]"
قال فضيلة الدكتور عبد العزيز محمد عثمان مؤذن مسجد النبوي الشريف:
"الشيخ من أبناء الاسلام، بذل جهده وأتبع نفسه في تحقيق مرويات الحسن البصري، أخرجها كعمل مستقل، وشرح لهذه المرويات فجزاه الله خيرا، ونفع العباد به وكتب له القبول فيه[27]".
وقال الشيخ عمر بن فلانة المحدث الكبير بالحرم النبوي الشريف ومدير شعبة دارالحديث:
"أشهد أني كنت معجبا من خلقه، مقررا لعلمه ومثابرته وتواضعه، جزى الله خيرالجزاء، وشكر له ضيعه، وجعل ذلك في حسناته[28].
وقال المدرس الشهير بالمدينة المنورة الشيخ أبوبكر الجزائري:
"لنعم ما قدمت يادكتور لطلبة العلم في أمة الإسلام، فهنيأ لك يا شيخ وهنيأ لنا بما نلنا، فجزاكم الله خير الجزاء، وأحسن إليك كما أحسنت إلينا، وسلام عليك ما لاح كوكب وغاب[29]".
ومن قصيدة فضيلة الشيخ أبي تائب خالد حسن الهنداوي عضو رابطة الأدب الاسلامي العالمية:
جوزيت يا "شير" من ربي مثوبة
فقد شغلت بهذا السفر كل خل[30]
وفاته:
توفي الشيخ -رحمه الله- يوم الجمعة بعد أن صلى صلاة الجمعة 16 محرم 1437هـ الموافق 29 أكتوبر 2015م.
__________
[*] الاستاد المساعد بقسم اللغة العربية، بجامعة بشاور
[1] . إسماعيل بن عبد الغني بن وَلي الله بن عبد الرحيم العُمري الدهلوي (1193-1246هـ) مجاهد مسلم وعالم دينى. أحد أفراد الدنيا في الذكاء والفطنة، والشهامة، وقوة النفس، والصلابة في الدين. قتل في سبيل الله لست ليال بقين من ذي القعدة سنة 1246هـ بمعركة بالا كوت. رسالة التوحيد ص 9-11
[2] . تخرّج من الجامعة الإسلامية الشهيرة (بدارالعلوم ديوبند) بالهند ، وبعد نيله الشهادة العالمية عام 1935م عيّن مدرّساً بجامعة دارالعلوم ديوبند .
[3] . هو إمام المجاهدين وشيخ الإسلام ببشاور ولد في سوات عام 1184 هـ. حارب الانكليز محاربات عنيفة، وساعد السيد أحمد الراي بريلوي والمولوي إسماعيل الدهلوي حيث بلغا بشاور وقاتلا السيخ، لكن لما أعلنا عقائدهما الشنيعة خالفهما جهاراً، وأمر تلاميذه بالرد عليهما ، فكتب الشيخ محي الدين النوشهروي ، والشيخ نصير أحمد وغيرهما كتباً في الرد على الوهابية ، والذبّ عن حوزة الدين ، قضى حياته في نشر الدين ، ورفع الحق ، ودحض البدع والمنكرات ، وله مآثر جليلة في محاربات الانكليز ، وإلهاب العواطف الدينية في المسلمين لا تزال بركاتها بمقاطعة بختونخوا من الباكستان توفي 1295 هـ.
[4] . سيرة الذاتية للشيخ العلام
[5] . هو العلامة الجليل المحدث الكبير المفسر البارع الأديب الفقيه الشيخ محمد إدريس بن محمد إسماعيل الكاندهلوي (1318 - 1394 هـ- 1900 - 1974 م). التحق بجامعة مظاهر العلوم بسهارنفور، فأكمل الدراسة العليا هناك، ثم التحق بجامعة دارالعلوم دارالعلوم ديوبند الإسلامية وتخرج على مشايخها العظام كشيخ المحدثين إمام العصر محمد أنور شاه الكاشميري وغيرهم ثم عين مدرسا في دارالعلوم بديوبند ودرس فيها التفسير والحديث، ثم دعا والي بهاولبور إلى الجامعة العباسية ودرس هناك سنتين ثم دعاه المفتي محمد حسن قدس سره إلى الجامعة الأشرفية التي أسسها في لاهور، وكانت مدة تدريسه في الجامعة الأشرفية أربعا وعشرين سنة.
وله تأليفات تزيد على العشرين، أشهرها «التعليق الصبيح شرح مشكاة المصابيح» وأكبرها تفسيره المسمى بمعارف القرآن، وله حاشية غريبة وعجيبة كأنها درة ثمينة على «مقامات الحريري».
[6] . سيرته الذاتية
[7] . المفسر الأعظم الشيخ الموقر أحمدعلى اللاهوري ولد في قرية جلال قريب كجرانواله سنة 1304م الموافق 1887هـ. قرأ القرآن الكريم مع والدته في البيت، ثم التحق بالمدرسة الحكومية وقرأ الكتب الابتدائي هنالك. وتعلم العربية والفارسية مع الخطيب المولوي عبد الحق. يعد الشيخ من أكابر علماء الديوبندية في شبه القارة الهندية، تخرج على يده ألاف من الطلاب في دورات التفاسير. توفي يوم الجمعة 23فبراير 1962م الموافق 17 رمضان المبارك. رسالة ايوان اسلام ، كراتشي 26-28 www.en.wikipedia.org/wiki/Ahmed_Ali_Lahori
[8] . زبدة القرآن ص 11، القاسم اكيدمي، نوشهره باكستان 1423هـ
[9] . هوحافظ القرآن والحديث عبد الله الدرخواستي ولد عام 1324هـ حفظ القرآن الكريم في صغره ثم رحل لحصول العلم وحصل على شهادة سند الحديث الشريف في عنفوان شبابه. أسس الجامعة مخزن العلوم برحيم يار خان عام 1954م عين أميرا لهيئة جمعية علماء الإسلام. توفي رحمه الله يوم الأحد أغسطس 1994م www.hafizulhadith.org
[10] . المفسر الكبير الشيخ غلام الله بن فيروز خان، ولد بقرية ورية قريب حضرو باكستان عام 1909م. حصل العلوم المتداولة في بلده ثم سافر الديوبند لتعليم اللغة العربية وأدابها، ثم رحل إلى دابيل وهنالك حصل على شهادة العلوم الإسلامية والعربية عام 1933مWikipedia
[11] . ولد الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله في ذي الحجة سنة 1330 هـ بمدينة الرياض وكان بصيرا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346 هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350 هـ وحفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ثم جدّ في طلب العلم على العلماء في الرياض ولما برز في العلوم الشرعية واللغة تم تعيينه في القضاء عام 1357 هـ ولم ينقطع عن طلب العلم حتى وفاته رحمة الله حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك. توفّي الشيخ رحمه الله يوم الخميس 27/1/1420 هـ إسلام ويب عبر الشبكة
[12] . سيرته الذاتية مجلة الحق الجامعة الحقانية أكورة ختك ص117- 120 1427هـ
[13] . رسائل الماجستير بكلية القرآن بالمدينة، ملتقى أهل التفسير http://vb.tafsir.net
[14] . هو الشيخ محمد سيد عطية الطنطاوي ولد بقرية سليم الشرقية لعام 1347هـ الموافق 1928م تلقى العلم الأساسي بقريته فحفظ القرآن الكريم، بعد أن انتهى من العلوم المتداولة حصل على شهادة الدكتوراه في التفسير والحديث عام 1996م اختير رئيسا لقسم التفسير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1980م. صدر قرار مشيخته باالأزهر الشريف عام 1996م. توفي رحمه الله يوم الأربعاء 24 ربيع الأول لعام 1431هـ. دار الإفتاء المصرية عبر الشبكة
[15] . Wikipedia free encyclopedia
[16] . سيرته الذاتية مجلة الحق الجامعة الحقانية أكورة ختك ص117- 120 1427هـ
[17] . مقدمة تفسير الحسن البصري، ص9-10، المكتبة الرشيدية أكورة ختك باكستان 1429م
[18] . هو الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي بن محمد عمير المدخلي، ولد عام 1351 هـ. التحق بحلق التعليم في القرية وتعلم الخط والقراءة، وقرأ القرآن على الشيخ محمد بن محمد جابر المدخلي كما قرأ عليه التوحيد والتجويد وقرأ بالمدرسة السلفية بمدينة صامطه بعد ذلك ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بصامطة ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء درس على الشيخ الفقيه محمد صغير خميسي ـ رحمه الله ـ في الفقة _ زاد المستقنع _ ، وغيرهم كثير ممن درس عليهم الشيخ في العربية والأدب والبلاغة والعروض، وفي عام 1380 هـ تخرج من المعهد العلمي بمدينة صامطة وفي مطلع العام 1381 هـ التحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات وتخرج منها عام 1384هـ بتقدير ممتاز ثم التحق بعد ذلك بالدراسات العليا وواصل دراسته وحصل على درجة " الماجستير " في الحديث من جامعة الملك عبدالعزبز فرع مكة عام 1397 هـ، وفي عام 1400 هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز أيضاً بتقدير ممتاز بتحقيقه لكتاب " النكت على كتاب ابن الصلاح " للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ثم عاد بعد ذلك للجامعة يعمل بها مدرساً بكلية الحديث الشريف، يدرِّس الحديث وعلومه بأنواعها وترأس قسم السنة بالدراسات العليا مرارا وهو الآن برتبة " أستاذ كرسي" متعه الله بالصحة والعافية في حسن العمل. www.alinasheb.com
[19] . مجلة الحق الجامعة الحقانية أكورة ختك ص117- 120 1427هـ
[20] . مسند أحمد 28/ 60
[21] . تفسير الحسن البصري المكتبة الرشيدية أكورة ختك باكستان 1429م
[22] . مجلة الحق الجامعة الحقانية أكورة ختك ص117- 120 1427هـ ، تفسيرالحسن البصري المكتبة الرشيدية أكورة ختك باكستان 1429م
[23] . مجلة الحق الجامعة الحقانية أكورة ختك ص122- 123 1427هـ
[24] . كلمة الناشر تفسير الحسن البصري المكتبة الرشيدية أكورة ختك باكستان 1429م
[25] . التقرير الانيق عند العتيق ص 32
[26] . قاله في تعزية عن الشيخ عند وفاته في جنازته
[27] . تقريظه على تفسير الحسن البصري المكتبة الرشيدية أكورة ختك باكستان 1429م
[28] . كلمة الشيخ على تفسير الحسن البصري المكتبة الرشيدية أكورة ختك باكستان 1429م
[29] . رسالة إلى الشيخ كتبه في 1413هـ
[30] . السفر الحسني قصيدة مدحية كتبه في مدح الشيخ وكتابه 1429م
المصادر والمراجع:
- زبدة القرآن القاسم اكيدمي،الشيخ شير على شاه، نوشهره باكستان 1423هـ
- مجلة الحق الجامعة الحقانية أكورة ختك 1427هـ
- مقدمة رسالة التوحيد، الشيخ أبو الحسن على الندوي، مطبوعات وزارة الشؤون الإسلامية، المملكة العربية السعودية 1417هـ
- مقدمة تفسير الحسن البصري، الشيخ شير على شاه، المكتبة الرشيدية أكورة ختك باكستان 1429م
- مسند أحمد مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى، 1421 هـ - 2001 م
- رسالة ايوان اسلام ، كراتشي يونيو 2015
- madarispakistan.com visited on 31-04-2016
- hafizulhadith.org visited on 31-05-2016
- vb.tafsir.net visited on 31-05-2016
- .alinasheb.com visited on 01-06-2016
- Wikipedia the free encyclopedia visited on 01-06-2016