من يرغب في العفو والرأفة؟
كلنا نحب كل لحظة وفترة عفو ربنا ونطلب رحمة ربنا , ولكن لا يصدر عنا عفو عمن أساء إلينا , الله يصفح عنا وهو الذي خلقنا ورزقنا وشفانا وكفانا ولكننا لا نعفو عن الناس ولم نخلقهم ونطعمهم, كيف نريد المسامحة من رب العباد بينما نحن لا لا نرحم ولانصفح عن عباد الرب لو يخطئ أحد نقطع منه كل حبال الشفقة والرأفة ونهدم كل جسور الألفة والمحبة لا يمكن الصلح والسلم ولا يمكن للتقارب والتصاحب , أين مجتمع الرحمة والعفو ؟ أين سنة الله وسنة نبيه ؟ أخي في الله!
لو نطالع نصوص القرآن والسنة نجد أن من أكبر هدفهما إقامة الرحمة والشفقة والرافة والعفو والصفح في المجتمع, ففي القرآن الدعوة الصريحة إلى نبذ الحسد والفساد والبغضاء والشحناء (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاء هم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) وفي مدح الرحمة واللين والرفق قال حبيبنا –صلى الله عليه وسلم- ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء, وقال عليه السلام لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا , أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم.
نحن نمد أيدينا إلى رب العباد (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) ولكن لا نفكر في دفع المرض وإصلاح النفس وهي مجروحة ومليئة ومقطوعة بالحسد والعجب والكبر والبغضاء والغش والكره والنفاق , لا نفكر في حفظها ولا نطبق أسلوب صيانتها وهو ألفة ومحبّة بعضنا بعضا وعفو بعضنا عن بعض قال سيدنا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم (الراحمون يرحمهم الرحمن)
إخواننا الأعزاء! إذا نطلب رحمة الله فليحترم بعضنا بعضا ولو نريد عفو الله يعفو بعضنا عن بعض, عفا الله عنا وعن جميع المسلمين, وسامحنا الله وسامح كل المؤمنين ويرحمنا الله ويرحم كل المسلمين.